واشنطن تعلن اتفاق بوش والمالكي على «الأفق الزمني العام« للوجود الأمريكي في العراق

أعلن البيت الابيض أمس الجمعة ان الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي اتفقا على «الافق الزمني العام« لفترة الوجود العسكري الامريكي في العراق. وقال البيت الابيض في بيان نشر في توكسون في ولاية اريزونا، جنوب غرب الولايات المتحدة، ان بوش والمالكي اتفقا خلال محادثات أجريت عبر دائرة فيديو مغلقة على سبل انهاء المفاوضات حول الوجود الامريكي في العراق «في اسرع وقت ممكن«. وحول وضع القوات الامريكية في العراق بعد الحادي والثلاثين من ديسبمر 2008 الذي هو جزء من هذه المحادثات «اتفق الرئيس ورئيس الحكومة على اعتبار ان تحسن الاوضاع (في العراق) سيتيح تضمين الاتفاقات قيد التفاوض حاليا آفاقا زمنية عامة للاهداف المراد تحقيقها، مثل تسلم العراقيين السيطرة الامنية في مدنهم ومحافظاتهم، ومواصلة خفض عدد القوات المقاتلة الاميركية في العراق«.

وتابع البيان «ان الرئيس ورئيس الحكومة اتفقا على اعتبار ان الاهداف (المراد تحقيقها) يجب ان تكون مستندة الى استمرار تحسن الوضع على الارض وليس الى موعد انسحاب عشوائي«. ونقل بيان عن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ قوله ان «المالكي بحث مع الرئيس الامريكي عبر قناة تلفزيونية مغلقة مساء الخميس تحديد افق زمني لتحقيق انتقال كامل المسؤولية الامنية الى القوات العراقية تمهيدا لخفض عديد القوات الامريكية وانسحابها«. ولم يوضح ما اذا كان الطرفان حددا «الافق الزمني« خلال المحاثات. واضاف ان بوش والمالكي «بحثا تطورات الوضع والتحسن الكبير على الصعيد الأمني وكفاءة القوات العراقية في محاربة المجموعات الإرهابية وتلك الخارجة عن القانون وكذلك انفتاح دول المنطقة على العراق في المجالين السياسي والدبلوماسي«. وأضاف «سيعمل الطرفان على زيادة كفاءة وفاعلية القوات العراقية وتحسين الظرف الامني على الارض لتحقيق هذا الهدف«. وينتشر حاليا 150 الف جندي في العراق حيث اكمل الجيش الامريكي سحب القوات الاضافية التي تم ارسالها مطلع عام 2007 لاعادة الامن والاستقرار. وأكد البيان «تغيير وضع ما يتبقى من القوات الامريكية في العراق من كونها مقاتلة الى قوات تدريب وتاهيل وتقديم المشورة للقوات العراقية في عملية بناء القوات ومكافحة الارهاب«. وشدد على ان «الدور الجديد للقوات التي ستبقى في العراق سيكون لفترة محدودة بسبب النجاحات المشتركة التي حققها التعاون بين القوات العراقية ومتعددة الجنسيات حسبما وضعته الاستراتيجية التي طرحها الرئيس الامريكي في يناير 2007«. كما ناقش الطرفان المفاوضات الجارية لتأسيس علاقات متطورة بين العراق والولايات المتحدة في ضوء المبادئ الاساسية التي يلتزم بها الطرفان، سيادة العراق وتحقيق المصالح المشتركة للشعبين في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والصحية والثقافية والتعليمية والامنية. على الصعيد الميداني قال مصدر عسكري ان جنديين قتلا واصيب ثمانية اخرون بانفجار سيارة مفخخة شمال الموصل (370 كم شمال بغداد)، وكبرى مدن محافظة نينوى. وأوضح ان الانفجار وقع لدى مرور دورية للجيش على الطريق الرئيسي شمال الموصل. وتشن القوات العراقية منذ منتصف مايو الماضي حملة «ام الربيعين« الأمنية ضد المنظمات الاسلامية المتطرفة التي تدور في فلك شبكة القاعدة. ويؤكد الجيش الامريكي ان محافظة نينوى كانت من أبرز معاقل القاعدة فضلا عن محافظة ديالى في شرق العراق. وفي كركوك (255 كم شمال بغداد)، أعلن المقدم جودت عبد الله من شرطة المدينة «مقتل شخص واصابة أربعة من عناصر الامن بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكب قوات حماية شركة نفط الشمال«. واشار الى وقوع الانفجار عند ناحية سليمان بك (95 كلم جنوب كركوك).